**أسواق العالم تنتعش- تضخم أقل، تخفيف قيود كورونا يعززان الثقة**

في "وول ستريت"، افتتحت المؤشرات القيادية تعاملات الأمس على وقع صعود ملحوظ، مواصلة بذلك الزخم الإيجابي الذي شهدته الجلسة السابقة. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا ببيانات اقتصادية حديثة تشير إلى تباطؤ في معدلات التضخم، مما عزز بقوة التوقعات بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالتحرك نحو رفع أسعار الفائدة بوتيرة أكثر اعتدالًا.
ووفقًا لـ "رويترز"، سجل مؤشر داو جونز الصناعي قفزة بمقدار 82.38 نقطة، أي بنسبة تعادل 0.24 في المائة، ليصل إلى مستوى 33797.75 نقطة عند بداية التعاملات.
كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 7.35 نقطة، مما يعادل 0.19 في المائة، ليصل إلى 3963.72 نقطة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل شهد مؤشر ناسداك المجمع أيضًا زيادة تقدر بـ 10.60 نقطة، أي بنسبة 0.10 في المائة، ليصل إلى 11124.75 نقطة.
أما في القارة الأوروبية، فقد شهدت الأسهم الأوروبية يومًا استثنائيًا، مسجلة أفضل أداء أسبوعي لها منذ ما يقرب من ثمانية أشهر. هذا الأداء المتميز كان مدفوعًا بشكل كبير بالرهانات التي تشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سيعمد إلى تقليص حجم الزيادات المقبلة في أسعار الفائدة، بالإضافة إلى تخفيف الصين للقيود الصارمة التي كانت مفروضة بسبب جائحة كوفيد-19. وأغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي الجلسة على ارتفاع بنسبة 0.1 في المائة، مسجلاً بذلك ذروته في 11 أسبوعًا، حيث قادت أسهم الخدمات المالية والتعدين وتجارة التجزئة مسيرة المكاسب.
وسجل المؤشر مكاسب أسبوعية بلغت 3.7 في المائة، وقد تحققت معظم هذه المكاسب بعد صدور بيانات هامة يوم الخميس، كشفت عن أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة قد تراجعت بأكثر من التوقعات في شهر أكتوبر، مما عزز الآمال بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يخفف من حدة زيادات أسعار الفائدة في المستقبل.
علاوة على ذلك، ساهمت الأخبار التي تحدثت عن قيام الصين بتخفيف بعض القواعد الصارمة المتعلقة بفيروس كورونا في تعزيز معنويات المستثمرين، مما دعم بشكل خاص أسهم شركات التعدين والعلامات التجارية الفاخرة.
شهدت شركات السلع الفاخرة العملاقة، مثل (إل.في.إم.إتش) وكيرينج وهيرميس إنترناشونال، قفزات ملحوظة تراوحت بين 2.4 في المائة و2.8 في المائة. كما حلق سهم ريتشموند إلى قمة المؤشر بفضل المبيعات القوية وهوامش الربح التي فاقت التوقعات.
كذلك، قفز قطاع الموارد الأساسية بنسبة كبيرة بلغت 2.6 في المائة، وذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعار المعادن الأساسية.
وقد ساهمت النتائج الإيجابية في موسم الأرباح والآمال المتزايدة برفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة أبطأ في تمكين المؤشر القياسي من توسيع مكاسبه للأسبوع الرابع على التوالي، حيث نحى المستثمرون جانبًا المخاوف بشأن احتمال انزلاق الاقتصاد الأوروبي إلى حالة من الركود.
وفي سياق متصل، ارتفعت أسهم شركة ريتشموند السويسرية المتخصصة في السلع الفاخرة، أمس، إلى أعلى مستوياتها خلال 14 عامًا، وذلك بعد أن سجلت الشركة عائدات قياسية في النصف الأول من العام الجاري، بالتزامن مع قيام الصين بتخفيف قيود الحجر الصحي المفروضة للوقاية من جائحة كورونا، والتي كانت تعيق نمو المبيعات في قطاع السلع الفاخرة.
وزاد سهم ريتشموند، التي تمتلك علامات تجارية فاخرة مثل كارتييه للمجوهرات والساعات الفاخرة، بنسبة ملحوظة بلغت 21 في المائة، متجاوزًا بذلك توقعات المحللين الاقتصاديين.
وقد ساعد ارتفاع الأسعار والتوجه المتزايد نحو المبيعات المباشرة شركة ريتشموند في التغلب على أسوأ موجة تضخم تشهدها البلاد منذ أربعة عقود.
كما أسهم قرار الصين بخفض فترة الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا في ارتفاع أسهم شركات السلع الفاخرة.
وفي محاولة لتعويض ضعف المبيعات في الأسواق الصينية، اعتمدت ريتشموند بشكل أكبر على السوق الأمريكية، التي أصبحت الآن تتساوى مع الصين كمصدر رئيسي لعائدات الشركة.
والجدير بالذكر أن الشركة، التي تمتلك أكثر من 20 علامة تجارية فاخرة، قد ابتعدت خلال الأعوام الأخيرة عن التسويق من خلال الموزعين، وذلك بهدف زيادة حصتها في الأرباح من مبيعات المجوهرات والثياب والمنتجات الجلدية.
ومن جانب آخر، توقعت شركة "إيه.إس.إم.إل" الهولندية القابضة تحقيق زيادة في أرباحها، وذلك في ظل الطلب القوي على أجهزة صناعة الرقائق الإلكترونية التي تنتجها. وأشارت الشركة إلى أنها تعتزم إعادة شراء أسهم خاصة بها بقيمة تصل إلى 12 مليار يورو، أي ما يعادل 12.2 مليار دولار.
وأوضحت الشركة الهولندية أن النمو المتوقع في سوق الرقائق الإلكترونية والحاجة المتزايدة إلى مزيد من سبل الإنتاج المتطورة ستعزز الطلب على منتجاتها وخدماتها، مما سيؤدي إلى تحقيق عائدات سنوية تصل قيمتها إلى 40 مليار يورو بحلول عام 2025، مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت تبلغ في المتوسط 32 مليار يورو.
وقد ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 10.6 في المائة في بورصة أمستردام يوم الخميس.
وتأتي هذه الثقة الكبيرة من جانب الشركة في تحقيق معدلات نمو ضخمة على المدى الطويل في وقت يشهد تراجعًا حادًا في الطلب على منتجات عملائها، مما دفع الكثير منهم إلى خفض الإنفاق على إقامة مصانع جديدة أو شراء معدات متطورة.
ومع ذلك، أشارت "إيه.إس.إم.إل" إلى أن المنافسة الشديدة في مجال التعهيد لصناعة الرقائق الإلكترونية، وكذلك الجهود التي تبذلها كل من أوروبا والولايات المتحدة لتغذية الإنتاج المحلي، تساهم في زيادة الحاجة إلى الطاقة الخاصة بهذه الصناعة.
وأكدت الشركة أنه "في حين أن البيئة الكلية الحالية تفرض حالة من الغموض على المدى القصير، إلا أننا نتوقع نموًا صحيًا للطلب والسعة على المدى الأطول."
وفي سياق منفصل، أُدرجت شركة كانتوراج الناشئة الألمانية المتخصصة في تصنيع القنب الطبي، في بورصة فرانكفورت أمس، وذلك في ظل استعداد ألمانيا لتشريع الاستخدام الترفيهي للقنب بحلول عام 2024.
وطرحت الشركة مليوني سهم في البورصة، أي ما يعادل 15 في المائة من رأسمالها، في قسم "سكايل" المخصص للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
وتأسست شركة "كانتوراج" في عام 2019 في العاصمة الألمانية برلين، وتتولى استيراد القنب واستخدامه في تصنيع المنتجات العلاجية.
وقد حققت الشركة إيرادات بلغت خمسة ملايين يورو في العام الماضي، فيما تتوقع أن يرتفع هذا الرقم بمقدار ثلاثة أضعاف في عام 2022.
وتسعى شركة "كانتوراج" من خلال إدراجها في البورصة إلى "تعزيز" قدراتها الإنتاجية في سوق تشهد ازدهارًا كبيرًا، وذلك في ظل الارتفاع المتزايد في عدد البلدان التي تشرع استخدام القنب في المسائل العلاجية.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، فيليب شيتير، في بيان رسمي: "لقد حان الوقت لكي يصبح القنب الطبي متاحًا للجميع في ألمانيا".
وكانت حكومة أولاف شولتس قد أعلنت في نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) عن خطة طموحة تهدف إلى تشريع الاستخدام الترفيهي للقنب في ألمانيا، الأمر الذي قد يجعلها إحدى أكثر الدول الأوروبية انفتاحًا في هذا المجال.
وتتيح الخطة، بدءًا من عام 2024، لأي شخص بالغ شراء وحيازة كمية "تتراوح بين 20 و 30 جرامًا" كحد أقصى من القنب للاستهلاك الشخصي، وذلك من خلال شبكة واسعة من المتاجر والمنتجين الذين تتولى الدولة إدارتهم. ومع ذلك، لا يزال يتعين على كل من الاتحاد الأوروبي والبرلمان الألماني الموافقة النهائية على هذا المشروع.
وتسمح حوالي 30 دولة في العالم، من بينها ألمانيا، بالاستخدام الطبي للقنب، إلا أن الاستخدام غير العلاجي لهذه المادة لا يزال غير مشرع في العديد من الدول. ففي أوروبا، على سبيل المثال، تعتبر مالطا الدولة الوحيدة التي أقرت تشريعًا مماثلًا.
على الصعيد الآسيوي، أنهى مؤشر نيكاي الياباني تعاملات الأمس عند أعلى مستوى له في شهرين، مدعومًا بالصعود القوي لسهم طوكيو إلكترون وأسهم أخرى مرتبطة بالنمو، في ظل تتبع الأسواق لخطى "وول ستريت" بعد ظهور دلائل قوية على انخفاض التضخم، الأمر الذي عزز الآمال في أن يبطئ البنك المركزي الأمريكي وتيرة رفع أسعار الفائدة.
وقفز مؤشر نيكاي بنسبة 2.98 في المائة ليغلق عند مستوى 28263.57 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق له منذ 13 أيلول (سبتمبر). وزاد المؤشر بنسبة 3.91 في المائة خلال هذا الأسبوع، محققًا بذلك مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي.
وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 2.12 في المائة ليصل إلى 1977.76 نقطة، وصعد بنسبة 3.26 في المائة خلال هذا الأسبوع.
وصعد سهم طوكيو إلكترون، الشركة المصنعة للرقائق الإلكترونية، بنسبة كبيرة بلغت 8.43 في المائة، ليقدم بذلك أكبر دعم لمؤشر نيكاي، على الرغم من قيام الشركة بخفض توقعاتها للأرباح السنوية. وقفز سهم منافستها أدفانتست بنسبة 9.06 في المائة.
كما ارتفع سهم فاست ريتيلنج، الشركة المالكة لمتاجر يونيكلو، بنسبة 1.96 في المائة، وزاد سهم شركة دايكين، المصنعة لمكيفات الهواء، بنسبة 7.19 في المائة.
وعلى عكس الاتجاه العام، تراجع سهم نيكون بنسبة 8.8 في المائة، ليصبح بذلك الخاسر الأكبر على المؤشر نيكاي، وذلك بعد تحقيق الشركة المصنعة للكاميرات صافي أرباح أقل في النصف الأول من العام.
وفي المنطقة العربية، اختتمت بورصتا الإمارات تعاملات الأمس على ارتفاع، مدعومة بأرباح الشركات، فضلاً عن الزيادة الملحوظة في أسعار النفط، التي تجاوزت 2 في المائة، وذلك بعد قيام الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بتخفيف بعض القيود المفروضة لمكافحة جائحة كوفيد-19.
وارتفع مؤشر بورصة أبوظبي بنسبة طفيفة بلغت 0.1 في المائة ليصل إلى 10630 نقطة، وذلك بفضل الزيادة القوية في سهم مجموعة ملتيبلاي، الذي ارتفع بنسبة 5 في المائة. وقفز سهم شركة إشراق للاستثمار بنسبة ملحوظة بلغت 11.4 في المائة خلال يوم التداول، وذلك بعد تسجيل الشركة أعلى أرباح فصلية على الإطلاق، والتي بلغت 474.2 مليون درهم إماراتي، أي ما يعادل 129.13 مليون دولار أمريكي، مقارنة بأرباح قدرها 17.2 مليون درهم إماراتي، أي ما يعادل 4.68 مليون دولار أمريكي، في العام السابق.
كما صعد سهم هيلي القابضة، التي كانت تعرف سابقًا باسم فودكو القابضة، بنسبة 4.5 في المائة، وذلك بعد تحولها إلى الربحية في الربع الثالث.
وزاد مؤشر بورصة أبوظبي بنسبة 1.4 في المائة على أساس أسبوعي، مواصلاً بذلك مكاسبه للأسبوع الرابع على التوالي، وذلك وفقًا للبيانات الصادرة عن رفينيتيف.
وارتفع مؤشر بورصة دبي بنسبة 0.7 في المائة أمس ليصل إلى 3407 نقاط، معوضًا بذلك الخسائر التي تكبدها في يوم الخميس.
وصعد سهم إعمار العقارية القيادي بنسبة 1.6 في المائة، في حين زاد سهم بنك دبي الإسلامي بنسبة 1.7 في المائة.
وارتفع المؤشر بنسبة 1.7 في المائة على أساس أسبوعي، وذلك وفقًا للبيانات الصادرة عن رفينيتيف.